من الرابح الحقيقي في المواجهة بين إيران وإسرائيل

من الرابح الحقيقي في المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
رغم أن كل الحروب في ظاهرها دمار وخسائر، إلا أن بعض النزاعات تفرز واقعًا جديدًا من المكاسب غير المباشرة لجهات لم تكن طرفًا مباشرًا في الصراع. إذا أردنا تقييم الرابحين من المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، فسنجد أن دول المنطقة، باستثناء طرفي القتال، كانت الأكثر استفادة.
سوريا: هدوء نسبي وتراجع للميليشيات
المواجهة تضعف قدرة إيران على تحريك فلول الجماعات المتطرفة وإثارة الاضطرابات داخل الأراضي السورية، كما تُشغل إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها على الجنوب السوري.
لبنان: كبح النفوذ الإيراني وتراجع زخم حزب الله
تآكل الهيبة الإيرانية في المنطقة ينعكس مباشرة على قوة حزب الله داخليًا، كما يُخفف الضغط الإسرائيلي العسكري على لبنان.
دول الخليج: تقليص المخاطر وتعزيز الموقف السياسي
تراجع التهديدات العسكرية الإيرانية، مع كسر غرور إسرائيل في صراعها المفتوح، يُحسن موقف دول الخليج في ملفات التطبيع والتفاوض، ويقلل من احتمالات التصعيد.
تركيا: فرصة لإضعاف حزب العمال الكردستاني
انشغال إيران عن دعم التمرد المسلح لحزب العمال الكردستاني، وتراجع الضغوط الإسرائيلية على الجبهة السورية، يُخفف التهديد الأمني على أنقرة.
مصر: تعزيز الأمن القومي وتقليل الضغط في ملف غزة
تتراجع قدرات إسرائيل في العبث بأمن الحدود، بينما يضعف الضغط السياسي والإعلامي على القاهرة فيما يتعلق بقطاع غزة.
دول المحيط الإيراني: باكستان وأفغانستان وأذربيجان
ضعف إيران يحد من قدرتها على التدخل والتلاعب بالأقليات في هذه الدول، ويخفّف من تهديداتها على أمنها الداخلي.
القضية الفلسطينية: ضغط استراتيجي خلف الكواليس
رغم التهميش الظاهري، إلا أن استمرار الحرب يزيد الضغوط الدولية السرية على إسرائيل لإنهاء عدوانها على غزة، فالعالم لا يتحمل حريقًا جديدًا في المنطقة.
الخلاصة:
الجميع يربح شيئًا ما، باستثناء الخاسرين الحقيقيين: إيران وإسرائيل، اللتين استنزفتا نفسيهما في صراع يوسع دوائر الأعداء، ويضرب استقرار الداخل، ويكشف محدودية الردع.
#إيران | #إسرائيل | #تحليل_سياسي | #الشرق_الأوسط | #الربح_والخسارة