ميناء دمياط يخطو نحو العالمية بمحطة “تحيا مصر 1” وتقنيات صينية متطورة

تواصل الدولة المصرية جهودها لتحديث بنيتها التحتية البحرية، حيث يشهد ميناء دمياط طفرة نوعية من خلال تنفيذ محطة الحاويات العملاقة “تحيا مصر 1″، التي تُعد أحد أبرز مشاريع التطوير ضمن خطة تحويل مصر إلى مركز إقليمي للخدمات اللوجستية والنقل البحري.
ويُنفذ المشروع من خلال شركة “دمياط أليانس”، وهي شراكة دولية تجمع خبرات ألمانية وإيطالية، إلى جانب مساهمة الخط الملاحي العالمي “هاباج لويد”، ما يعكس التوجه نحو جذب استثمارات أجنبية مباشرة وتحقيق نقلة نوعية في كفاءة تشغيل الموانئ.
تُعد أوناش الرصيف العملاقة، التي تم تصنيعها في الصين، أحد أبرز ملامح التحديث، إذ استقبلت المحطة حتى الآن 7 أوناش من إجمالي 12، بقدرات رفع تصل إلى 75 طنًا وامتداد ذراع يبلغ 72 مترًا، مما يمكّن المحطة من التعامل مع سفن الحاويات العملاقة بكفاءة وسرعة غير مسبوقة.
وفي إطار التزام مصر بأهداف التنمية المستدامة، جرى تسليم 30 ونش ساحة كهربائي (RTG) من أصل 40، تعمل جميعها بأنظمة صديقة للبيئة، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية وتطبيق المعايير البيئية المتوافقة مع رؤية مصر 2030.
تبلغ الطاقة التشغيلية لمحطة “تحيا مصر 1” نحو 3.5 مليون حاوية مكافئة سنويًا، ما يجعلها واحدة من أكبر المحطات في مصر والمنطقة من حيث الكفاءة والتجهيزات، بمساحة رصيف تمتد 1970 مترًا وعمق 18 مترًا، إلى جانب ساحة خلفية تتجاوز مساحتها 922 ألف متر مربع.
ويمثل المشروع حجر زاوية في الربط اللوجستي بين الميناء ومكونات الممر “طنطا – المنصورة – دمياط”، والذي يشمل منطقة لوجستية حديثة في طنطا، وميناءً جافًا في دمياط الجديدة، وخط سكة حديد متطور، في خطوة تهدف لتدعيم سلاسل الإمداد العالمية والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لقناة السويس.
بهذا المشروع، تضع مصر نفسها بثبات على خريطة الموانئ العالمية، وتفتح آفاقًا جديدة لنمو قطاع النقل البحري في المنطقة.