هل تمتد الإنسانية إلى ابن العامل البسيط؟

هل يزور المسؤول الكبير أسرة عامل بسيط إذا فقد ابنه؟
عندما يفقد عامل بسيط ابنه في حادث مأساوي، يتبادر إلى الأذهان سؤال إنساني بحت:
هل سيتكلف المسؤول الكبير عناء زيارة هذه الأسرة؟ هل هناك من يمد يده بالمواساة،
أم أن الأمر يظل مجرد كلمات على الورق وشعارات تُرفع في المؤتمرات؟
الإنسانية لا تُقاس بالمناصب ولا بالألقاب، بل بمدى القرب من آلام الناس البسطاء.
زيارة أسرة فقدت فلذة كبدها قد لا تُعيد ما ضاع، لكنها تمنحهم شعورًا بأن الدولة
والمؤسسات تقف بجانبهم، وأن هناك من يشعر بهم ويقدر معاناتهم.
المسؤول الذي يذهب إلى بيت عامل فقير ليمسح دمعة زوجته، ويحتضن حزنه،
يُرسل رسالة أعمق من كل التصريحات الإعلامية. إنها رسالة أن الإنسان البسيط
ليس مهمشًا، وأن أبناء العمال والفلاحين يستحقون نفس الاهتمام الذي يُمنح
لأبناء الصفوة.
القضية ليست مجرد بروتوكول، بل اختبار للإنسانية.
المسؤول الحقيقي هو من يدرك أن المنصب تكليف لخدمة الناس جميعًا بلا تمييز،
وأن أبسط بادرة إنسانية قد تصنع فارقًا أكبر من أي قرار إداري.
في النهاية.. تبقى الإنسانية هي المعيار الحقيقي لقيمة المسؤول،
لا الكرسي ولا النفوذ.